Friday, November 27, 2020

اختلاف نطق اللغة القبطية حسب المكان والزمان

اختلاف نطق اللغة القبطية حسب المكان والزمان

اختلاف كتابة نفس الكلمة القبطية بتغيير حرف إلى آخر  على مدى واسع هو بناء على وجود  اختلاف في نطقها حسب المكان والزمان 
 فبالرجوع إلى قاموس
 Crum
 نجد مثلا اسم الحرف الذي اشتهر حاليا بإسم ڤيتا
 (  ⲃ   )
   وهو الحرف الثاني في الأبجدية القبطية، نجد إسمه في القاموس:
     ⲃⲏⲧⲁ / ⲃⲓⲇⲁ /  ويضة /
     وهذا يجعل البعض يتوهم أن حرف ڤيتا كان دائما يساوي حرف الواو العربي، حين يتبعه حرف متحرك، ويتوهم أيضا أن حرف تاڤ كان دائما يساوي حرف الضاد أو حرف الدال العربي، مع أن تفسير هذا الوضع ابسط بكثير،  فمن غير المنطقي أن بلدا باتساع مصر وعلى مدى فترة تزيد عن ألف عام، يكون فيها النطق اسطامبة واحدة، بل من الطبيعي أن يتغير نطق بعض الكلمات في نفس اللهجة حسب المكان والزمان والثقافة، وهذا هو تفسير كتابة نفس الكلمة بأكثر من طريقة.
وهذه الإختلافات ليست حجة على أن هذا هو النطق الصحيح أو الأصلي للحرف، أي ليست دليلا كافيا على نطق حرف بطريقة معينة حين نجد الحرف في كلمة معينة قد استبدل بحرف آخر، لأن الأقوى من هذا الدليل هو أن هذا الحرف وقت استعارته لكتابة الأبجدية القبطية  كان له صوت معروف ومعترف به. ولكن كتابة الكلمة بهذه الطريقة هي مؤشر نستهدي به على ضوء المؤشرات الأخرى وقد يدل على نطق معين في فترة زمنية معينة ومنطقة معينة كتب فيها المخطوط الذي جاء فيه.
فمثلا كتابة اسم حرف ڤيتا
(ⲃ)
هكذا: "ويضه" أو
 "ⲃⲓⲇⲁ"
 معناه أن جزء من الشعب صار  في منطقة ما وفي زمن ما ينطق حرف ڤيتا كحرف الواو ، وليس أنه كان ينطقه هكذا منذ البدء، ومعناه أن هذه الفئة صارت تنطق حرف تاڤ كحرف الدال، وليس أنها كانت تنطق هكذا منذ البدء، لأن نطق حرف ڤيتا كحرف باء ونطق حرف تاڤ كحرف تاء معروف في اللغة اليونانية وقت أن استعارهما الشعب المصري لكتابة اللغة المصرية، والمنطق يقول إننا استعرناه بنفس نطقه، بدليل أننا استعرنا من الخط الديموطيقي حروفا لكتابة الاصوات التي تعجز الأبجدية اليونانية عن التعبير عنها، فتكون باقي الحروف قد تمت استعارتها بنطقها المعروف حينذاك.
 د. كمال فريد إسحق.

No comments:

Post a Comment